السبت، 12 يناير 2013

إشكالية إ قلاعنا الحضاري الثاني :



إشكاليةإ قلاعنا 
الحضاري الثاني :

وهكذا يتبين أن الأزمة الحضارية للأمة الإسلامية لها ثلات مراحل :

ــ المرحلة الأولى في عدم توفق المسلمين في الحفاظ على حكم الخلافة الراشد ليتغير الحكم إلى ملك عاض فملك جبري

ــ المرحلة الثانية عند تفكك الإمبراطورية الإسلامية عند نهاية العهد العباسي ورغم أن المسلمين حافظوا هنا على الوحدة الصورية بمركز شبه الجزيرة العربية فإن بزوغ العديد من الدويلات المستقلة نهائيا كان منذرا بالإنهيار رغم توفق العثمانيين في لم الشمل من جديد

ـــ المرحلة الثالثة عند انهيار الإمبراطورية العثمانية على يد المكائد الغربية وبسبب المشاكل الداخلية..

مما جعل الأزمة الحالية لأمة الإسلام تبدو حقا عميقة وجد عويصة لتأثير المراحل الثلاث فيها، وليبرز من يريد أن يصلح انطلاقا فقط من المرحلة الأولى مناديا بالرجوع للخلافة والفهم الصحابي..كما أن هناك من يرى أن الصلاح لايوجب قيام الأمة ..في حين أن الوعي بالمشاكل في مراحلها الثلات يوجب حقا إقلاعا حضاريا رزينا بأخذ بعينه كل هاته المراحل نحو حركية حقا حضارية..وليس هذا إلا الشطر الأول للمشروع الحضاري..

في حين أن الشطر الثاني يتطلب الوعي بإيجابيات الحضارة الإنسانية حاليا وبسلبياتها ، وبكل أسباب الهزيمة المتراكمة منذ المراحل الثلات والتي تزداد اليوم بهزيمتنا الحضارية ، والمشاكل الآنية للمجتمعات الإسلامية داخليا وكذا علاقته المتكهربة مع العالم الغربي بتدسيس جد محبوك من الصهاينة وكل الحركات الإمبريالية التي ترى في كل العالم وخصوصا عالمنا الإسلامي غنيمة في مستطاعها بأية طريقة استغلاله.. خصوصا وهي اليوم متاكدة أكثر من انهزامنا أمامها على كل الواجهات.

فهاته هي إشكاليتنا كاملة والملخصة في :

ــــ الأزمة المتراكمة تاريخيا

ـــ الأزمة المتفشية حاليا

ـ التهديدات المستقبلية لاحقا

مما يوجب أولا قيام دراسات عميقة أولا لاستقراء هاتين الأزمتين، وللوقوف حقيقة على الأسباب الحقيقية وراء هزيمتنا الحضارية، والنجاح في هذا رغم صعوبته سيضعنا على الأقل نعلمن نهضتنا أما الإتكال على السياسيين فقط في النهضة الجديدة فهذا لم يزد الأزمة إلا تعميقا ولم يجد جمعنا إلا شتاتا..فالحل السياسي جزء صغير في النهضة الحضارية خصوصا أن العالم ينحو نحو تقليص دور الحكومات نفسها في تسيير المجتمعات..

وهذا دليل ملموس على أن للحل :

ـــ جذور في تاريخنا وتراثنا الحضاري إنطلاقا من القرآن الكريم والسنة الشريفة

ـــ أوراق في الدراسات الحالية للأزمة انطلاقا من مذهبيتنا الإسلامية التي تعني فهم الإسلاميين منا للبديل الإسلامي مما يعني أنه لايجوز لنا كإسلاميين أن نحتكر إسلام الأمة

ـــ إشارات في الدراسة العلمية لأزمتنا وهزيمتنا الحضارية حاليا..

مما يجعل أن الحل حقا هو الإسلام قرآنا وسنة لكن ليس بفهم أعرابي شعاراتي تموقفي بل بحل علمي متين يراعي :

ـــ الفقه الحضاري والوعي الحضاري والسلوك الحضاري لبديلنا

ـــ الإستفادة من كل الثرات الإسلامي ثم العالمي

ـــ الشد على التزام المجتمعات بالإسلام فهما وفكرا وعملا

مما يعني أن البديل له شطره الأصيل المتمثل في ثرات الأمة ،وشطره المعاصر المتمثل في البديل الموافق لروح العصر مع الوعي بكل متقلبات المستقبل إن أردنا لبديلنا النجاح : فالإنسانية تتقدم والعالم يتغير بسرعة صاروخية ، مما يلزم بديلنا بخاصيتين هما :

ــ التقدمية التي تلزم الوعي بهذا التطور

ــ الأصولية التي تمثل الإلتزام الكامل بالمرجعية الإسلامية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق