الأحد، 13 يناير 2013

مقدمة:

بإسمك اللهم :


كثيرون أولئك الذين يفتعلون تناقضا بين أصالة الإسلام من جهة والمعاصرة والتقدم من جهة أخرى، في حين يعد التقدم والمعاصرة فرعان من فروع الأصالة الإسلامية التي كانت محور ازدهار كل الحضارة العربية وبالتالي كل الحضارة الإنسانية ..ولهذا فإن المسلم الحق معاصر بأصالته وتقدمي بمعاصرته،لأنه عكس الغرب الذي كان الدين المسيحي المحرف من أكبر عوائق تقدمه، فإن الإسلام هو الوازع الأكبر في تقدم العرب :فهم لم تقم لهم حضارة طوال تاريخهم، والحضارة العربية الوحيدة المؤرخة لهم هي حضارتهم الإسلامية..ولحد الآن يعد الإسلام صلب الثرات العربي برمته ،وهو البديل الوحيد للعرب والمسلمين للأزمة الحضارية القائمة اليوم عالميا..ودون دين وما يتعلق به سيبقى العربي دون روح ولا تمدن نفسه..ولانحدر العالم الإسلامي لأكبرجاهلية..فالإسلام بطبيعته ينبذ ما يلصقه به الأعداء من نبذ غوغائي للعصرنة، فهو أصيل دون رجعية ومعاصر دون تكهن للهوية وتقدمي دون ذوبان،وهاته الجملة رغم بساطتها فإن العديد من مفكرينا لم يستسغ بعد جوهرها بنباهة.

السبت، 12 يناير 2013

عقدة التأصيل والعصرنة


عقدة التأصيل والعصرنة :

وإن الدليل الأكبر على أصالة ومعاصرة المسلمين طوال تا ريخهم : الوجود الدائم لتيارت متعددة منها المعتدلة، ومنها المائلة بكل تصلب على التأصيل كما أن هناك المائلة منها للعصرنة أكثر ..وبين طرفي الأصالة القحة والمعاصرة هناك تيارات إسلامية عديدة منها من يتكهن للعديد من أسس الأصالة الإسلامية لكنه يرفض أن لا ينعت بغير المسلم : كما شأن العديد من العلمانيين الذين يرون بأنهم يدافعون عن مبادئ أحزابهم بتناسق كبير مع العديد من المبادئ التي ينادي بها كل الإسلاميين ..

وقوة الإسلاميين الصلبة والتي كثرت سوادهم هو نداؤهم : »بتحكيم الشريعة حكما والرجوع للسنة معاملة » لكن هذا الشعار ورغم وضوحه فإن العديد من الإسلاميين تصلبوا على الشكل دون الجوهر، مما جعل العديد من العلمانيين لايعارض هذا المبدأ المكفر لكل كافر به..لكنهم يعارضون فهم العديد من الإسلاميين للشورى نفسها كحكم بما أنزل الله ، كما يعارضون فرضية السنة النبوية بمعنى أنها فرض على كل مسلم، مفرقين بين المحجة البيضاء التي تعني الطريق المستقيم في حديث الرسول صلوات الله وسلامه عليه : » تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك » وبين السنة النبوية التي أمر الرسول بها صلى الله عليه وسلم بقوله أصحابه : » عليكم بسنتي وسنة الخلقاء الراشدين الهادين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجد » فرأى البعض أن كل من رفض الحياة المعاصرة وعاد للباس الجزيرة العربية زمن البعثة وأرخى لحيته هو السني حقا، لحد قول بعض هؤلاء الشكليين في فهمهم : »الجهاد السني هو الجهاد بالسيف » وهؤلاء يظن البعض أنهم أصوليوا المسلمين في حين أن الأصالة الإسلامية قلب وقالب ولب وشكل..والأصيل جوهرا أكثر أصالة من الأصيل شكلا ..لحد أن بعض المسلمين في عهد عمر رضي الله عنه جاؤوا من قريتهم لعمر ليقول له أحدهم : » لقد رأينا أن الإسلام في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان كاملا لينقص قليلا في عهد أبي بكر رضي الله عنه ولينقص أكثر في عهدك » فإذا بعمر يثور غضبا ولم يرضخ رغم نبل النصيحة ليجيبه : »وأنت أتطبق الإسلام كاملا ؟ » فإذا بالرجل يجيب بالنفي ليقول عمر رضي الله عنه : » أنت لم تستطع تطبيق كل الإسلام حتى على يديك ورجليك فكيف بي أنا على أمة بأكملها؟ » وهكذا نرى أن عمر كما تمثل كل اجتهاداته ـ ومعظم الصحابة ـ تشبتوا أكثر بجواهر الأمور لا قشورها، رغم أن الشكل مكمل إذا اكتمل الجوهر : أما الشكل دون لب فهو النفاق عينه وهو التمظهر الفتاك الذي تفشى بيننا لحد تكبر العديد منا بلحيته والتفاخر بطولها بين بعض الإسلاميين ،وهاته ليست بالأصألة الإسلامية التي نعني..

فالمسلم الأصيل هو من التزم بكل الفرائض وبكل أخلاق الإ سلام أولا لأنها من جواهر الإسلام وغاياته كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم « بعثت لأتمم مكارم الأخلاق » وقوله : »إنما الدين المعاملة « وهاته سنن مفروضة بسببها يأثم المسلم، ورغم ذلك نجد العديد منا ذو أخلاق جافة ويتكبر بتدينه على إخوانه مدعيا الطهارة الكاملة ونجاسة كل من لم يوفقه الله للتوبة من كل هفواته..ويظن أنه الأصيل حقا في الوقت التي نجد مكارم الأخلاق تصان بين جلساء المقاهى أكثر من صيانتها حتى داخل المساجد. وهاته إشكالية كبيرة بين العديد ممن يدعي الأصالة من البعداء على أخلاقها..فللأصالة أخلاق لازمة تبرهن على التربية الأصيلة ..كما ان للمعاصرة ثقافة تعبر على الوعي بالعصر ..لهذا فإنا لن نرقى بمعاصرتنا عن تربية الأصل والصحابة والتابعين لكن من الممكن أن نرقى ثقافة لأن العلوم اليوم أصبحت كالماء الجاري..والفكر الإنساني عمق حتى تفاسيرنا وفهمنا للعديد من الآيات القرآنية الكريمة ولهذا فإن التربية الأصيلة جوهر ضروري تماما كالثقافة المعاصرة لأن الفكر الإسلامي اليوم أصبح متعانقا مع كل الفكر الإنساني..وظهرت مواضيع قرآنية جد هامة لم يولوها الصحابة أنفسهم نفس الإهتمام بل ولم يفهموها بعمق اليوم : كما كل الآيات العلمية بالقرآن الكريم..وهاته هي الثقافة الإسلامية المرجوة والتي لن تكمل إلا باهتمام الإسلاميين أكثر بالفكر الإسلامي لتعميق الفهم والرقي بالوعي نحو أعلى المستويات :أما التربية التي تربينا عليها داخل كواليس بعض الحركات الإسلامية فهي والله الطامة والقتل لكل أصالة ولكل معاصرة بضربة واحدة :فالدروس التي يتعلمها التلميذ في الإبتدائي نجد العديد من الحركات تصب عليها كل اهتمامها دون تفريق بين من حقا تلزمه مثل هاته الدروس وغيره ، فترى العديد من الأميين والتائبون الجدد الذين لم تكن لهم أية علاقة فكرية بالإسلام يتعلمون حقا العديد مما جهلوا من قبل..لينفر العديد ممن التزموا بالدين منذ صباهم من هاته الجماعات لأسباب عديدة أهمها :

ــ عدم الإستفادة من المواعظ وضعف مستواها وتطاول العديد عليها

ــ تضايق المسؤولين داخل الجماعات من تساؤلات هؤلاء لأطماع منصبية

ــ عدم وجود الإطار الإسلامي الحق الذي يحتضن نضجهم الفكري على الأقل داخل هاته الجماعات

ــ كثرة المتفيقهين داخل هاته الجماعات الذين لهم عقدة خفية بقلة العلم :فتراهم وقد حفظوا بعض الأحاديث والآيات يرون أنهم الأجدر برئاسة الخلايا مثلا والأجدر بالإمامة والتعليم والفتوى....

ــ الإنغلاق التام على الفقه بدروسه البسيطة والأولية

ــ إلغاء كتب الفكر الإسلامي للعديد من مفكرينا وكل من دون زعماء الجماعة

مما جعلني شخصيا أجزم بأن إسلام ونضج العديد من المسلمين أكبر من نضج أكثرنا كإسلاميين ، رغم أننانرى بأن الناس يروننا الأفقه لالتزام بعضنا بالشكل..ومعظم المسلمين الذين لم تكسر نفسياتهم مثل هاته الهفوات التربوية نجدهم يظهرون بمظهرأرقى وفكر حضاري جد متوازن..في الوقت الذي نعاني كإسلاميين العديد من العقد الفكرية والنفسية التي تحتاج حقا لحكماء ومناهج كاملة وبميزانيات عليا ومؤسسات لكي نعالجها..فتربية جيل باسم المقدس من أجل بديل لأمة ليس بالأمر الهين ..وجيل القدوة لن تربيه الجماعات وحدها مهما رقت برامجها لأن البديل منهاج حياة إنسانية بأكملها وهذا أكبر من أن تحققه مواقف سياسية مهما أوتيت من سلطة ،إذا لم يوافق ذلك فهم عميق لغايات الإسلام وجواهره حتى لانضيع أصالتنا.. ووعي كبير بالفكر العالمي حتى لانضيع معاصرتنا..أما الرؤى الأحادية ومناداة العديد من علماءنا الإسلاميين لاجتهاداتهم لحد بناء جماعات على منوالها استعداد لقومة أو تغيير هيكلي او حتى نسبي، فهذا وإن كانت له بعض الإيجابيات التربوية على بعضنا فإنه لن يحقق بديل الأمة والذي لن ينجح إلا إذا وعته الأمة وبرزت نتائجه عالميا، خصوصا وأن الإسلام اليوم قضية جوهرية في الأخبار العالمية والتي للأسف تعمق كل ما يريد اليهود إلصاقه بالإسلام من افتراءات..في الوقت الذي لم نرقى فيه كإسلاميين لمستوى الدهاء الذي يحاربنا به كل العالم مباشرة وغير مباشرة ..وهذا ليس بالأمر الهين والأمر يحتاج إلى عقود إن لم نقل قرونا حتى نقدم بديلنا الإسلامي بكماله وبتكامل مع المتصارعين حتى باسمه لحد كفر بعضنا بالأصالة و نفي بعضنا للمعاصرة

الرجعية والتقدمية


الرجعية والتقدمية :

ولقد عرف مصطلح الرجعية تسلسلا في تعريفه في ا لعصر الحديث واقعيا، ففي الوقت الذي كان فيه الأصوليون والمقاومون للإستعمار المباشر يفخرون بلقب « رجعيين » بمعنى « أصوليين » فقد صار اليوم هذا اللقب صفة قدح من التقدمية للأصولية ، وهاهنا بدى الإلتباس الواضح في هاته المفاهيم :

فالأصولية الحقة يمكن أن نقول بأن لها مرجعية بالماضي ،كما للتقدمية نفسها التي انبنت كل حضارتها الحالية على ما سلف من الحضارات،لكن هاته الأصولية ليست رجعية بالمفهوم الذي نعني به مضادتها للتقدمية،فللأصولية مرجعية قرآنية نبوية ثم فقهية ثم فكرية حضارية، وهاته المرجعية نفسها كانت سببا في تطور العالم كله، ولبنة وسطية بين الحضارات القديمة وحضارة ما بعد العصر الوسيط..ولهذا ننفي على الأصولية الحقة نعوت الرجعية التي يريد إلصاقها بنا أعداء الإسلام ،وكذا العديد من القارئين والباحثين في التجربة الأصولية الذين لايفرقون بين مظهر بعض الجماعات القليلة »التي يحق نعتهم بهذا » لقصور ثقافاتهم ووعيهم بالدين والإسلام الحضاري تاريخا وفكرا، وبين الأصولية الإسلامية المتبنية للمرجعية الإسلامية بفهم صحيح وفقه كامل..

فالأصولية الإسلامية وإن كانت تتصلب ضد كل المظاهر الخليعة للعصر والتي يراها التقدميون جوهرا وشعارا للتحرر من الماضي كسفور النساء والإلحاد والعلمانية وكل مظاهر فسادها، فإنها لاترفض التقدمية بارتباطها بمفاهيم التطور، لأن الإسلام نفسه يتطور انطلاقامن ثوابته، والقرآن نفسه عبر إشكالية الناسخ والمنسوخ يقر بالتدرج والتطور في الإصلاح، وكذا المقارنة بين القرآن المكي والقرآن المدني تعطي حتما كل الدلائل على ارتباط الإسلام بالواقع ارتباطا وثيقا وما دام الواقع يتغير فالإسلام دوما له اجتهاداته الظرفية حتى أن الإجتهادات كلها بما في ذلك اجتهادات الأئمة الأربعة ليست بالمطلقة بما في ذلك الإجتهادات المتفقة عليها كل المذاهب فالعصمة الكاملة للآيات أولا ثم للأحاديث التي صحت فقها وفكرا..وما دونهما من إجما ع وقياس تعد اجتهادات ثابتة لكنها غير معصومة..والفتوى نفسها تتغير حسب الزمان والمكان والعرف والظرف ..مما يضفي على الإسلام دوما صفته التجديدية انطلاقا من قوله صلى الله عليه وسلم : » إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها أمر دينها » والتجديد نعت كبير من نعوت التقدمية، مما ينفي كل الصفات الرجعية عنه سواء من أعدائه أو من إخواننا الذين لهم مرجعية سلفية غير كاملة ولا يقرون إلا بابن تيمية أو غيره من المصلحين ضاربين عرض الحائط كل المدارس الإصلاحية الأخرى لحد احتقار علماء الخلف والمعاصرين من مجددينا، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : »كفى بالمرء إثما أن يحقر أخاه المسلم ».

فالإسلام يقر إذن باجتهادات السلف والخلف وبفكر الماضي وتجديد الحاضر نحو الإستعداد للمستقبل بكل مرونة وتطور، لكن مع التصلب على الثوابت،وهاته قوة إخواننا السلفيين، فالشريعة في حلالها وحرامها ثابتة ، ولا يمكن بتاتا اليوم تحليل ما حرم بالأمس ولا تحريم ما كان حلالا سالفا..وهاته هي النقطة التي تضفي على بعض إخواننا سمة الرجعية البريئة لإخلاصهم في الإنضباط على الشريعة، مما يجعلهم يفرون من كل مفاسد الحاضر لحد سخطهم على كل الواقع ونبذهم بالتالي لكل مظاهر هاته الحضارة التي جعلت الإنسانية تنزل إلى هذا الحضيض، فللرجعيين منا إذن حججهم المبدئية وإن كان الإسلام ينبذ التقوقع والتقليد الأعمى، ولهذا فإن تربية هؤلاء مفيدة للعديد من إخواننا المسلمين ، لكنهم لايملكون بديلا حضاريا،وأيضا لايدعون ذلك ، ولا يجب أن نتموقف ضدهم ، رغم أن تصلبهم الكبير على دقائق الشريعة : »جعلهم يتموقفون من كل من ليس له مظهر سني :في اللباس واسترسال اللحى ... » وهؤلاء يجب على المفكرين وكل المصلحين الحكمة في تفتيحهم وتوعيتهم بالفكر الإسلامي ،لأنهم عادة لايقرأون إلا الفقهيات ..والفكر السالف بغموض واضح على كل علوم العصر ، ويجب أن تدرس مدرستهم السلفية بدقة متناهية حتى نفهمهم أولا قبل أن نطالبهم بفهمنا.فهم رجعيون فقهاوهذا حق لاينكره منصف ولكنهم وللأسف غير متضلعين فكرا، ولهم حسناتهم الكبيرة في الإنضباط على الشريعة واهتمامهم الكبير بالعمل بالفقه التزاما بالسنة ، وهاته من أجل حسنات الصحوة الإسلامية منذ الفجر الجديد الذي لم يظهر بعد نهاره.

عصرنة السلفية


عصرنة السلفية :

ولاأعني بالحركة السلفية كل من له مرجعية سلفية لأن كل المسلمون سلفيون مرجعية لكن أعني به بعض التيارات التي يقودها فقهاء أجلاء يدعون للرجوع إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد ربوا بحمد الله على أيديهم العديد من المسلمين لكن الغريب أننا نرى أتباعهم في القاعدة وكذا العديد من المتخرجين الجامعيين على أيديهم يطعنون جملة وتفصيلا فيما سوى منهجهم لحد تكفير العديد من الحركات وخصوصا الصوفية والإسلاميين.في حين أن الإختلاف هنا اختلاف أولويات واختلاف تنوع في الفهوم وفي الأهداف وفي الرؤى وفي أساليب التربية، فقد اهتم إخواننا في الحركات السلفية بمجال ظاهر العبادات أكثر من غيرهم وهذا لاينكره منصف كما اهتم الإسلاميون بالمجالات الإصلاحية اجتماعيا أكثر من غيرهم كما يعترف الجميع كما اهتم المتصوفة باليقينيات والأخلاق اللينة ظاهرا وباطنا أكثر من سواهم ، والدارس لفكر هاته التيارات الثلاث سوف يدعوا الله لاريب أن يتفقوا على كلمات سواء بينهم ويترابطوا عوض أن يحاول كل منهم تعميم منهجه والترابط هنا لايعني تفضيل منهاج على آخر بل احترام كل منا لاجتهادالآخر وقبول المستويات المتنوعة التي ينتهجها كل تيار لأن الأمراض الكبرى لنا كمسلمين تظهر غالبا حينما يود كل تيار منا تعميم منهاجه..

وقد كان للمتصوفة السبق في عدم الإختلاف واليقين بأن الفهم لايتوحد كما حتى بين الزوايا الصوفية أنفسها،وإن تصلب كل على تربية شيخه فلأسرار الولاء لااحتقارا للآخرين : لأن الصوفي ملزم بالإعتراف بالتصوف كعلم دون ارتباط بزاويته إلا تربويا، وهذا جعلهم يبرزون خصوصيات كل تيار، مقرين بتياراتهم على مر التاريخ كتيارات إصلاحية ، تتفتح أحيانا لحد اعتلاء السلطة كما بالمغرب العربي تاريخيا وتنكمش أحيانا أخرى لحد العزلة عن كل أمراض العصر كما حال الحركات السلفية حاليا التي تشبه شكلا العديد من الحركات الصوفية في تاريخنا العربي..

وهاته التيارات الثلاث لها جميعا مرجعية سلفية بينة، إلاأننا نلاحظ فينا السلبيات التالية :

ــ عدم الواقعية : التي يصفنا بها المسلمون اللامنتمون للتيارات الثلاث بحيث ينتقدون المتصوفة لانعزالهم عن الصراع السياسي رغم سوادهم الكبير، وفكرهم العميق ..وينتقدون الإسلاميين على تموقفهم من العلمانية بكل تصلب وابتعادا عن التطور التاريخي كما قال الحسن الثاني : » الإسلاميون ينسون التاريخ « ..وينتقدون الحركات السلفية لانفصامها عن ثقافة العصر .

ـــ التموقف والإقصاء : حيث يهتم كل تيار بتكثير سواده لتحقيق أهدافه، وذلك جعلنا نتصارع في القاعدة بين الجماهير ليطعن السلفي في الصوفي والإسلامي ويطعن الإسلامي في السلفي، رغم أن الصوفية لحد الآن لم يبدوا تموقفا ضد أي تيار وكل ما ينادون به : الرجوع لثقافة القلب وأخلاق الربانيين من الأمة وإصلاح النفوس أولا ..مما جعل كل ما ينتقدون به من طرف الآخرين : تبديع بعض ممارساتهم أو تكفير بعض أوليائهم .

ـــ عدم التفتح : حيث نرى العديد من الإسلاميين يسجن فكره في برنامج جماعته دون قراءة حتى للسياسة التي يعارضها مما يجعل العديد من المسلمين ينعتنا بالظلامية وكل الأمراض الإسلاموية ..وهنا وجوب التفتح لأن الفكر السياسي فكر ضيق دوما بإيديولوجياته ولن يكون له مستقبلا قيمته الحالية في الثاتير على الجماهيرخصوصا أن العديد من المسلمين الغير متحزبين أصبحوا يفقدون كل ثقتهم في السياسيين وكل من يسعى للتريس للإصلاح لأن المصلح الحق لايحتاج لذلك وإن كان للمكاسب السياسية العديد من الإيجابيات فإنها جعلت العديد منا لايثق حتى في نيات بعضنا البعض.كما ننتقد الإنغلاق على الفقه المبسط للعديد منا..ولهذا وجبت عصرنة سلفيتنا..كما نود من زوايانا أن يكون لها وقع أكبر في كل المسارات الإجتماعية ولهذا ننادي بتجديد دور الصوفية والإهتمام أكثر بالزوايا حكوميا.

وأعني بعصرنة السلفية :

أولا : تفتح كل العاملين في الحقل الإسلامي على بعضهم البعض

ثانيا : تفتحنا على الفكر الإسلامي المقرر رسميا في التدريس ومحاولة إصلاح برامجه

ثالثا :تفتحنا على كل الفكر الحضاري في الإسلام حتى نسعى لتحقيق الإطار الأوسع للمذهبية الإسلامية

رابعا :تفتحنا على الفكر العربي كله لإنتاج أدبيات في مستوى الأدب العربي عموما لأنا كإسلاميين لم نرق بعد حتى إلى أدبيات القوميين منا كعرب

خامسا : التفتح على الفكر العالمي لمحاربة الإستلاب الثقافي بكل تجديد لثقافاتنا

وهذا ليس بالهين إذا لم تتظافر كل الجهود للبديل الحضاري الحق.

الأصل الصحابي :



الأصل الصحابي :

وإن هاته الأزمة الحضارية التي نعيشها اليوم كأمة وكمسلمين على شتى الواجهات وفي كل الميادين بما في ذلك علاقتنا بالقرآن والسنة، ليست أزمة سهلة يمكن تجاوزها بين عشية وضحاها بتغيير النظام السياسي أو الثقافي فحسب بل إن جذور هاته الأزمة متعمقة تاريخيا ومنذ قرون مما يعني أن اجثتاتها كاملة يوجب الوعي بها أولا قبل التفكير في تطبيبها الذي لايحتاج إلى وصفات فقط بل يحتاج إلى عمليات من كل ذوي الإختصاصات ، وحركية حقا واعية بأزمتها تماما كوعيها ببديلها الحضاري.وقراءة الأزمة تحتاج إلى منهجية تاريخية حول هذا الإشكال لكنا نوجزها كموضوع بحث في الفقرات التالية :

إذ لا نشك في عصر البعثة في مدى الترابط المتين بين الأصل القرآني والسنة التي كانت تنزله على الأرض مراعية بعبقرية النبوة إشارات النبي ص لعصر الصحابة وكل العصور التي تليها ، وبذلك كان الرسول يخاطب العالم كله بل الكون كله بلغة واحدة يفهم منها العالم ما لايفهم المتعلم ويفهم منها المتعلم ما لايتعلم منها الأمي وتلك معجزته البلاغية..فكانت الوحدة على تشريع القرآن بالفهم النبوي في عصر البعثة بإجماع رغم وجود فئة المنافقبن الذين حاولوا مرارا تكسيرها..لكن وعي الرسول صلى الله عليه وسلم بعصره كانت تحول دون مكر كل المتربصين بالإسلام الدوائر ..هذا الوعي الذي كان كاملا ومقدسا لحد قسم الله سبحانه وتعالى به في قوله تعالى : »والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعنلوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر « السورة التي سميت بالعصر والتي كانت شعارا للصحابة الذين كانوا كثيرا ما يذكرون بعضهم البعض بها لحد اتخادها كسنة، وذلك لما تحمل من مواعظ جليلة وكذا لما تحمله من رمزيات كالإرتباط الإسلامي بالعصور وما دام العصر يتغير والقرآن لايتغير فالتجديد يغير ويتغير : وهذا ما نلمسه في عصر الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم من ارتباط كل خليفة بإشكاليات عصره بكل شورى واجتهاد مع كل المومنين وأولي الرأي، ولزوم الشورى في الإسلام تعني قطعا البحث دوما عن الرأي التوافقي : وهكذا كانت الشورى في عهد أبي بكر ض تملي تحركات لم يتفق عليها الصحابة بسهولة، وكذلك في عهد عمر ض ، لتبرز الخلافات بارزة أكثر في عهد عثمان ض ثم علي ض : وهكذا يتوضح ان :

ـــ العديد من الصحابة أنفسهم لم يتمهلوا للوصول للرأي التوافقي بين كل المسلمين لحد الفتنة الكبرى ومقتل عمر ض فعثمان ض فعلي ض : مما يلزم الحكمة الكبيرة في تقديس الرأي التوافقي لأزمتنا الحضارية وإلا فلا بديل.

ـــ الفهم الصحابي للإسلام لم يكن جامدا بل متنوعا حتى أن نفسيات الخلفاء الأربعة رضوان الله عليهم كانت متمايزة فلأبي بكر اللين الأكبر كما أن لعمر الشدة الكبرى في الحق كما لعثمان فراسته البينة ولعلي حكمته البليغة وكلهم كانوا يشتركون في كل هاته الخصال إلا أن لكل ميزته الخاصة وأفقه حسب مستجدات العصر، مما يدحض رأي من يقدسون الرأي الصحابي وكأنه جامد ولهذا يجب أن تكون من مسلماتنا :الفهم المتنوع للصحابة أنفسهم، وبالتالي فلا يمكننا أن نرجع لمرجعية اجتهادية واحدة في هذا العصرولا حتى لعصر التابعين، والذين ينادون بالرجوع إلى هذا العصر يلبسون الحقيقة بشعارات تبدوا براقة لكنها فارغة علميا وعمليا.

ولهذا فإن الصحابة بمعاصرتهم بكل أصالة شكلوا منذ القرن الأول التنوع في فهم الأصول، مما ينفي قطعا :

ـــ القول بقدسية فقه السلف دون الخلف

ــ اتخاذ العصر الصحابي كبديل حضاري وإنما يجب اتخاده كأساس سني فقها وفكرا بكل وعي بمميزاته .

ــ القول بخروج فتوى الصحابة عن روح عصرهم

وهاته هي الأصالة التي تعد من أهم ركائز الأصولية الإسلامية استنادا لقول الرسول ص : » عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجد »وكما أن للمجتهد الحق في الإجتهاد في النص المقدس فله ذلك إذن أيضا في رأي الصحابي، لكن دون أن ننسى فضل الصحابة رضوان الله عليهم على الأمة وفضل عصرهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم » مما يعني أن التزام الصحابة عمليا بالسنة لن يفوقه عصر لعدة فضائل :

ــ نزول القرآن منجما في حياتهم وتربية الله المباشرة للرسول ص ولهم رضوان الله عليهم

ــ تربية الرسول الخاصة لكل واحد منهم على حدة ثم جماعيا

ــ ظروف الجهاد والفاقة التي عاشوها فرضت كل فضائل الزهد في الدنيا في عصرهم

ــ تربية الرسول لهم على مقامات الإحسان الكبرى لا على الفقهيات البسيطة كما يظن البعض منا

وبالتالي سنجد أن هذا الأصل النبوي الذي عمقه الصحابة كان كافيا لانطلاق الحضارة الإسلامية منذ اختلاط الصحابة بالتابعين.فعصر البعثة والخلافة كان كافيا لبناء أساس كل الحضارة الإسلامية بامتياز، هذا الأساس الذي فهمه التابعون وتابع التابعين بتنوع أكبر.

الإقلاع الحضاري



الإقلاع الحضاري :

من المميزات الكبيرة لعصر التابعين وتابعي التابعين :

ـــ الخروج من حقبة التأسيس ووحدة التصور إلى حقبة التنوع حتى التضاد

ـــ الإنتقال من الخلافة الراشدة إلى الملك العاض

ـــ توظيف الإسلام سياسيا من جل الفرق الإسلامية

ـــ ظهور الربانيين الزاهدين الممهدين انطلاقا من الصحابة لكل مدارس الزهد

ـــ تعميق الإضطهاد لآل البيت الذي كهرب وحدة البناء التابعي

وهكذا نلمس هنا تيارين كبيرين :

ـــ تيار يساند الأمويين لوعيه الدنيوي وبعده في الرؤيا السياسية عالميا

ـــ تيار لم يستصغ تهميش آل البيت ليتخد موقف المعارضة منذ هذا الأساس

ليبقى جمهور المسلمين يميل بين هذا وذاك، مما جعل التميز يظهر جليا في هذا العصر بين :

ـــ الشره المادي والإهتمام الكبير بالصراع الخارجي وإتمام الفتوحات

ـــ الزهد والإهتمام الكبير بالحفاظ على روحانية الأمة

وهكذا انشطر المسلمون منذ هذا العصر إلى :

ـــ فرق متفتحة على كل المعارف الحضارية

ـــ فرق منغلقة على الفهم الصحابي ثم المصلحين والربانيين البارزين في هذا العصر بزهدهم وانقطاعهم للعبادة

وهذا التنوع هوالذي حافظ على الإسلام كاملا بشطريه :

ـــ شطره الروحي المتمثل في فقه العلماء والزهاد

ـــ شطره المادي المتمثل في الوعي السياسي الأموي ثم العباسي، انطلاقا من قوله صلى الله عليه وسلم : » أنتم أدرى بأمور دنياكم »..

وليتفتح منذ العصر الأول المسلمون على كل الثقافات المعاصرة ، بكل حفاظ على الأصالة المتأصلة منذ عهد الصحابة رضوان الله عليهم ..

ورغم تصادم بعض الفرق فيمابينها في هاته المرحلة،فإن الدهاء السياسي للأمويين والعباسيين كان كافيا لإيجاد كل ظروف الإقلاع الحضاري للأمة...ليتسالم بعد ذلك المسلمون فيما بينهم كأمة رغم الخلاف الذي كانت تهيج أمواجه أحيانا لحد الإنقلاب على الأسر الحاكمة..

وهاته بإيجاز هي أهم السمات التي طبعت عصر الإقلاع نحو بناء الحضارة الإسلامية لحد تصدرها للثقافة العالمية وتصديرها للعديد من العلوم التي يعترف العديد من نزهاء الباحثين العجم بدور العرب التأسيسي الرائد فيها.

وهنا نلاحظ الفرق البين بين عصر التأصيل الحضاري الذي رسخه الصحابة رضي الله عنهم بعبقرية الخلفاء ، وبين عصر الإقلاع الذي ساهم فيه التابعون وتابعي التابعين وتابعيهم بدهاء سياسي بارز للأمويين ثم العباسيين فالعثمانيين،الذين ركزوا جميعا كل التميز الحضاري لنا كمسلمين.

وهكذا نلمس أن الأمة لحد الآن حافظت على مرجعيتها الإسلامية أي أصوليتها بكل معاصرة ..كما أن الدور الذي لعبه المائلين للحفاظ على الأصالة كان منسجما في عمقه مع الدور الذي لعبه المتفتحين على ثقافة العالم لحد الإبتكارات العلمية بل وتجاوز العديد من الإجتهادات العلمية للعجم..وبهاتين اليدين :

ـــ يد التأصيل المؤسسة

ـــ ويد العصرنة المتفتحة والبانية

انبنت بكل علمية حضارة الأمة، لتشع أنوارها على كل العالم حتى العصر الوسيط، حيث وصلت حضارتنا للأوج والغرب يعيش عصر الظلمات، ليوظف الغربيون بعدها كل علومنا بتلمذة كاملة علينا، ويبنون حضارتهم معتمدين على :

ـــ كل العلوم الإسلامية وفهم المسلمين التجديدي للحضارة والفلسفات اليونانية

ـــ الإرتباط المباشر بثقافة اليونان والحضارات السالفة

لكن الغرب لحد الآن ينكر دورنا الحضاري في بناء حضارته الخاصة ثم مساهمتنا حضاريا في التأسيس لكل الحضارة الإنسانية القائمة لحد الآن .

وهكذا يبرز هنا إقلاعين حضاريين

ــ الإقلاع التابعي نحو بناء الحضارة الإسلامية بأساس عصر النبوة ثم الخلفاء

ــ الإقلاع العربي نحو بناء الحضارة القائمة بأساس وعينا الإسلامي الذي لازلنا نساهم به في الحضارة الإنسانية لحد التفكير اليوم في تطبيبها بأصوليتنا الحضارية المعاصرة رغم أنها لازالت في جنينيتها ورغم العديد من نقائصها بسبب الأزمة الحالية للأمة العربية كقلب للأمة الإسلامية..

وهكذا يتبين مدى تعانق الأصالة والمعاصرة والتطور في حضارة أمتنا، مما يعني التقدمية على ثوابت عديدة إن أردنا إقلاعا ثانيا من أزمتنا الحضارية الحالية
 

إشكالية إ قلاعنا الحضاري الثاني :



إشكاليةإ قلاعنا 
الحضاري الثاني :

وهكذا يتبين أن الأزمة الحضارية للأمة الإسلامية لها ثلات مراحل :

ــ المرحلة الأولى في عدم توفق المسلمين في الحفاظ على حكم الخلافة الراشد ليتغير الحكم إلى ملك عاض فملك جبري

ــ المرحلة الثانية عند تفكك الإمبراطورية الإسلامية عند نهاية العهد العباسي ورغم أن المسلمين حافظوا هنا على الوحدة الصورية بمركز شبه الجزيرة العربية فإن بزوغ العديد من الدويلات المستقلة نهائيا كان منذرا بالإنهيار رغم توفق العثمانيين في لم الشمل من جديد

ـــ المرحلة الثالثة عند انهيار الإمبراطورية العثمانية على يد المكائد الغربية وبسبب المشاكل الداخلية..

مما جعل الأزمة الحالية لأمة الإسلام تبدو حقا عميقة وجد عويصة لتأثير المراحل الثلاث فيها، وليبرز من يريد أن يصلح انطلاقا فقط من المرحلة الأولى مناديا بالرجوع للخلافة والفهم الصحابي..كما أن هناك من يرى أن الصلاح لايوجب قيام الأمة ..في حين أن الوعي بالمشاكل في مراحلها الثلات يوجب حقا إقلاعا حضاريا رزينا بأخذ بعينه كل هاته المراحل نحو حركية حقا حضارية..وليس هذا إلا الشطر الأول للمشروع الحضاري..

في حين أن الشطر الثاني يتطلب الوعي بإيجابيات الحضارة الإنسانية حاليا وبسلبياتها ، وبكل أسباب الهزيمة المتراكمة منذ المراحل الثلات والتي تزداد اليوم بهزيمتنا الحضارية ، والمشاكل الآنية للمجتمعات الإسلامية داخليا وكذا علاقته المتكهربة مع العالم الغربي بتدسيس جد محبوك من الصهاينة وكل الحركات الإمبريالية التي ترى في كل العالم وخصوصا عالمنا الإسلامي غنيمة في مستطاعها بأية طريقة استغلاله.. خصوصا وهي اليوم متاكدة أكثر من انهزامنا أمامها على كل الواجهات.

فهاته هي إشكاليتنا كاملة والملخصة في :

ــــ الأزمة المتراكمة تاريخيا

ـــ الأزمة المتفشية حاليا

ـ التهديدات المستقبلية لاحقا

مما يوجب أولا قيام دراسات عميقة أولا لاستقراء هاتين الأزمتين، وللوقوف حقيقة على الأسباب الحقيقية وراء هزيمتنا الحضارية، والنجاح في هذا رغم صعوبته سيضعنا على الأقل نعلمن نهضتنا أما الإتكال على السياسيين فقط في النهضة الجديدة فهذا لم يزد الأزمة إلا تعميقا ولم يجد جمعنا إلا شتاتا..فالحل السياسي جزء صغير في النهضة الحضارية خصوصا أن العالم ينحو نحو تقليص دور الحكومات نفسها في تسيير المجتمعات..

وهذا دليل ملموس على أن للحل :

ـــ جذور في تاريخنا وتراثنا الحضاري إنطلاقا من القرآن الكريم والسنة الشريفة

ـــ أوراق في الدراسات الحالية للأزمة انطلاقا من مذهبيتنا الإسلامية التي تعني فهم الإسلاميين منا للبديل الإسلامي مما يعني أنه لايجوز لنا كإسلاميين أن نحتكر إسلام الأمة

ـــ إشارات في الدراسة العلمية لأزمتنا وهزيمتنا الحضارية حاليا..

مما يجعل أن الحل حقا هو الإسلام قرآنا وسنة لكن ليس بفهم أعرابي شعاراتي تموقفي بل بحل علمي متين يراعي :

ـــ الفقه الحضاري والوعي الحضاري والسلوك الحضاري لبديلنا

ـــ الإستفادة من كل الثرات الإسلامي ثم العالمي

ـــ الشد على التزام المجتمعات بالإسلام فهما وفكرا وعملا

مما يعني أن البديل له شطره الأصيل المتمثل في ثرات الأمة ،وشطره المعاصر المتمثل في البديل الموافق لروح العصر مع الوعي بكل متقلبات المستقبل إن أردنا لبديلنا النجاح : فالإنسانية تتقدم والعالم يتغير بسرعة صاروخية ، مما يلزم بديلنا بخاصيتين هما :

ــ التقدمية التي تلزم الوعي بهذا التطور

ــ الأصولية التي تمثل الإلتزام الكامل بالمرجعية الإسلامية