كثيرون أولئك الذين يفتعلون تناقضا بين أصالة الإسلام من جهة والمعاصرة والتقدم من جهة أخرى، في حين يعد التقدم والمعاصرة فرعان من فروع الأصالة الإسلامية التي كانت محور ازدهار كل الحضارة العربية وبالتالي كل الحضارة الإنسانية ..ولهذا فإن المسلم الحق معاصر بأصالته وتقدمي بمعاصرته،لأنه عكس الغرب الذي كان الدين المسيحي المحرف من أكبر عوائق تقدمه، فإن الإسلام هو الوازع الأكبر في تقدم العرب :فهم لم تقم لهم حضارة طوال تاريخهم، والحضارة العربية الوحيدة المؤرخة لهم هي حضارتهم الإسلامية..ولحد الآن يعد الإسلام صلب الثرات العربي برمته ،وهو البديل الوحيد للعرب والمسلمين للأزمة الحضارية القائمة اليوم عالميا..ودون دين وما يتعلق به سيبقى العربي دون روح ولا تمدن نفسه..ولانحدر العالم الإسلامي لأكبرجاهلية..فالإسلام بطبيعته ينبذ ما يلصقه به الأعداء من نبذ غوغائي للعصرنة، فهو أصيل دون رجعية ومعاصر دون تكهن للهوية وتقدمي دون ذوبان،وهاته الجملة رغم بساطتها فإن العديد من مفكرينا لم يستسغ بعد جوهرها بنباهة.